منذ صدور القرار الفرنسي الذي قضى بمنع استخدام كافّة التقنيات التجميلية
التي تعمل على تكسير الدهون من أنحاء مختلفة من الجسم دون شفطها، والقضية
تتفاعل ليس فقط في فرنسا إنما في أنحاء مختلفة من العالم. وقد تسرّب
للإعلام أن هذا القرار يجابه حالياً بردود فعل كثيرة من قبل مراكز التجميل
التي تزاول هذه التقنيات من خلال مجموعة من الآلات المختلفة، وأن أمر
تنفيذه لم يصدر بعد!
لمعرفة المزيد حول هذا الموضوع ومدى خطورة هذه
التقنيات، توجّهت "سيدتي" إلى الاختصاصي في الجراحة التجميلية والعضو في
الجمعية اللبنانية لجراحة التجميل والترميم، الدكتور زياد سليمان، الذي كان
مشاركاً في المؤتمر التحذيري الذي أُقيم مؤخراً في بيروت بدعوة من نقابة
الأطباء وجمعية جرّاحي التجميل، فكان الحوار التالي:
- بداية، ما هي التقنيات المستخدمة حالياً في تذويب الدهون دون شفطها والمستهدفة في القرار الفرنسي؟
ثلاث تقنيات تعتبر، في الوقت الحاضر، الأكثر رواجاً والأكثر استخداماً في
مجال تذويب الدهون دون شفطها وهي: الميزوثيرابي، الكاربوكسيثيرابي والألترا
ساوند.
وقد أثبتت التجارب أن هذه التقنيات غير فعّالة على صعيد تذويب
الدهون ونتائجها تكاد تكون معدومة. بالإضافة إلى إمكانية حدوث آثار سلبية
عديدة على جسم المريض أو المريضة وعلى صحته.
- ما هي هذه المخاطر الجسمانية وما هي حدودها؟
تتنوّع المخاطر الجسمانية بين ردّات الفعل الموضعية على الجلد والأماكن
المستهدفة بالعمل عليها لتذويب الدهون، كالتحسّس الجلدي وبين حدوث تقرّحات
جلدية بالغة بالإضافة إلى حدوث مشاكل أو مضاعفات في الكلى والكبد، لأن
الدهون التي يتم تذويبها لا يتم شفطها وتبقى داخل الجسم، فتتراكم في الكبد
والكلى ومن الممكن أن تتّجه إلى أعضاء أخرى في الجسم مسبّبة مشاكل خطرة
جداً على الصحة.
بين المخاطر والفوائد: - هل يمكن أن تكون هذه التقنيات آمنة إذا ما استخدمت من قبل طبيب مختص؟
كلا ، لأن المبدأ السليم يقضي بضرورة شفط الدهون وعدم تركها في الجسم بعد
تذويبها، ولأن المواد التي تحقن تحت الجلد لتذويب الدهون غير صحية.
-
هل هذا يعني أن الجراحة الكلاسيكية هي الحل الوحيد للتخلّص من الدهون؟ وما
هو الفارق بين عملية شفط الدهون الكلاسيكية وبين عملية شفط الدهون عبر
اللايزر؟
شفط الدهون الكلاسيكية هي عملية جراحية ،تقضي بدخول المريض
المستشفى، وتجرى من خلال إحداث شق صغير في الجلد وإدخال آلة Canule لتكسير
الدهون تمهيداً لشفطها. وهذه العملية تتطلّب تخديراً موضعياً أو عاماً حسب
حالة كل مريض وحسب كمية الدهون التي يجب استئصالها.
أما عملية شفط
الدهون بواسطة الليزر، فتتطلّب نفس الإجراءات من حيث دخول المريض إلى
المستشفى والتخدير وإحداث شق في الجلد ،مع فارق واحد هو أنه يتم تكسير
الدهون بواسطة اللايزر قبل شفطها.
تعتبر العملية الكلاسيكية أكثر أمناً
على صحة المريض لأن مضاعفاتها أقل وردّات فعل الأجسام عليها تكون أقل
بكثير من استخدام اللايزر الذي هو عبارة عن حرارة مرتفعة جداً والتي قد
تتسبّب بحروق بالغة إذا لم تتم تحت إشراف طبيب اختصاصي في الجراحة
التجميلية.
- هل صحيح أن عملية شفط الدهون بواسطة اللايزر تؤدي أيضاً إلى شدّ الجلد؟
بنسب ضئيلة جداً تكاد لا تظهر وفي حال عدم وجود ترهّل. ولمعالجة الترهل، يمكن إجراء عملية شدّ خاصة في مرحلة لاحقة على شفط الدهون.
- من هم الأشخاص المستهدفون في عملية شفط الدهون؟
عملية شفط الدهون تهدف إلى إعادة شكل الجسم Reshaping وليست مخصّصة لإنقاص
الوزن أي أنها ليست حلاً للسمنة والبدانة. فحلّ السمنة يكون من خلال
عمليات المعدة المختلفة المخصّصة لإنقاص الوزن. وبعد انخفاض الوزن، يمكن
للمرضى الخضوع لعملية شفط للدهون وشدّ للجلد.
إعلانات مضلّلة : - برأيك، هل الإعلانات التي تغزو وسائل الإعلام بالعشرات، هي التي تدفع
الأشخاص إلى التوجّه أكثر إلى مراكز التجميل وليس إلى الأطباء،أم أن العنصر
المادي يلعب دوره في هذا المجال؟
طبعاً بالتأكيد، والهدف من وراء هذه
الإعلانات هو مادي تجاري بحت وليس طبياً. والدليل على ذلك أن جميع المعلنين
الذين يملؤون الشاشات ويتحدّثون عن التقنيات والأعمال الطبية المختلفة
ليسوا أطباء.
أما بالنسبة للعنصر المادي، فيصبح ثانوياً أمام الصحة
والحصول على نتائج مُرضية. كما أن العلاجات في هذه المراكز ليست أرخص من
العمليات الجراحية. إنما الفارق الوحيد هو في تقسيم المبلغ على جلسات عدّة.
- ما رأيك في ممارسة بعض الأطباء، من خارج اختصاص التجميل، لمهنة التجميل؟
من المفترض أن يتم إصدار قانون من نقابة الأطباء يقضي بمنع هؤلاء الأطباء
من العمل في القطاع التجميلي، لأن جراحة التجميل هي اختصاص قائم بذاته مثله
مثل بقيّة الاختصاصات الطبية، وعلى من يمارسه أن يكون اختصاصياً به.
وتجدر الإشارة إلى أن الطبيب الاختصاصي في الجراحة التجميلية يجب أن يكون
موهوباً لأن هذه الجراحة تشبه العمل الفني وتحتاج إلى الموهبة والذوق.
-
ما هي الإجراءات التي يجب أن يتم اتّخاذها بحق المراكز التجميلية التجارية
التي لا تستوفي الشروط والمعايير الطبية والسلامة، لاسيما وأن لبنان
يعتبر مركزاً هاماً على صعيد الطب التجميلي ويستقطب العديد من الأِشخاص من
كافة أقطار العالم العربي؟
يجب على نقابة الأطباء في لبنان ووزارة
الصحة اللبنانية أن تتّخذا الإجراءات اللازمة بحق جميع المخالفين للقوانين
ويقومون بمزاولة المهنة وهم من خارج اختصاص التجميل والترميم، فضلاً عن أن
المراكز التجميلية المختلفة لا تراعي شروط السلامة العامة كغرف العمليات
الموجودة داخل المستشفيات، ما يمكن أن يتسبّب بالتقاط المريض لأنواع مختلفة
من البكتيريا التي قد تتفاقم وتتسبب بالتهابات خطرة جداً.