صحيفة أسبانية: المتظاهرون فى مصر أصبحوا أكثر شجاعة الخميس، 27 يناير 2011 - 16:16
كسر الشعب المصرى خوفه من قوات الأمن
كتبت فاطمة شوقى
خصصت صحيفة البيريوديكو الأسبانية افتتاحيتها اليوم، الخميس،
لمتابعة المظاهرات المصرية التى تستمر لليوم الثالث على التوالى، مشيرة فى
تقريرها تحت عنوان "الخوف يتمركز فى مصر" إلى أن الاستراتيجية التى اتبعتها
تونس من كسر الخوف من الحكومة التونسية وانقلاب الوضع بتخويف هذه الحكومة.
وأنهت هذه الاستراتيجية الوضع بالإطاحة برئيسهم زين العابدين بن على وتنتقل
هذه الاستراتيجية الآن إلى مصر، حيث يتبع الشعب المصرى لليوم الثالث سياسة
تخويف الحكومة المصرية طامحين بتغيرهما، وكسر الشعب المصرى خوفه من قوات
الأمن ومن الحكومة المصرية، متجاهلاً تماماً تحذيرات السلطات وأصبحوا
يواجهون الرصاص والمياه والضرب والقنابل المسيلة للدموع.
وأشارت الصحيفة إلى أنه على الرغم من أنه من السابق لأوانه الحديث عن
"الربيع العربى" الذى يسعى إليه الشرق الأوسط من تونس ومصر وسوريا ولبنان،
وأخيراً اليمن، إلا أن ما حدث فى تونس كان له تأثير كبير فى باقى الشرق
الأوسط.
وأوضحت الصحيفة، أن هناك اختلافات بين تونس ومصر، حيث إن فى مصر اختفت
الطبقة الوسطى التى ما زالت توجد فى تونس، حيث إنه فى بلد النيل يكسب 40%
من الشعب أقل من دولار واحد يومياً، ولن يتوقف فقط اختفاء الطبقة الوسطى فى
الحالة الاقتصادية فقط، بل أيضاً فى الحالة الاجتماعية والتعليم.
وفى الوقت الذى يعانى الكثير من المصريين من الأمية يوجد أيضاً انتشار واسع فى استخدام التكنولوجيا وخاصة الإنترنت.
وأضافت الصحيفة، أن اختفاء الطبقة المتوسطة لم يكن هو الاختلاف الوحيد بين
تونس ومصر، بل أيضاً هناك ثمة فرق آخر رئيسى، وهو دور الإسلام السياسى،
بينما فى تونس لم يذكر أى ديانة فى الاحتجاجات، إلا أنه فى مصر تم ذكر
الإخوان المسلمين الذين يمثلون المعارضة الحقيقية للحزب الحاكم، وتتركز
أيدولوجيتها بتطبيق الشريعة الإسلامية فى حكم مصر.
وخلافاً لما حدث فى تونس وأهميتها فى الساحة السياسية فى الشرق الأوسط، إلا
أن مصر ستظل قطعة الشطرنج الرئيسية التى تتحرك فى جميع الاتجاهات على
طاولة الشطرنج التى تمثل منطقة الشرق الأوسط، مشيرة إلى أنها شريك مميز
للولايات المتحدة الأمريكية وهذا ما يعتبر الورقة التى غفرت كل التجاوزات
الفاسدة وشديدة القسوة، أما الآن تحث واشنطن مبارك بالسماح بالاحتجاجات
وتقديم المتظاهرين الإصلاحات الاجتماعية.