ودعا الجميع لتحمل المسئولية، قائلا: "كل منا لابد أن يكون رئيس جمهورية نفسه".
90 دقيقة.. غداة انفجار"جسم مجهول" أمام
كنيسة القديسين بالإسكندرية.. رجال السياسة والإعلام والدين يعتبرون
"الوحدة" بين المسلمين والمسيحيين "طوق النجاة الوحيد".. كمال زاخر: مسلمو
مصر ومسيحيوها على قلب رجل واحد.. ومطالبات بتفعيل توصيات تقرير
"العطيفى".. وتأكيد على أن الاعتداء استهدف النيل من مصر.. الشريف يدعو كل
من لديه معلومات للتعاون مع الداخلية.. ومفتى الجمهورية: مصر مستهدفة منذ
العدوان الإسرائيلى
شاهدته هند سليمان
خصص البرنامج حلقة الأمس لرصد ردود فعل الشارع المصرى إثر انفجار "جسم
مجهول" أمام كنيسة القديسين بحى المنتزه بالإسكندرية على المستويات
السياسية والاجتماعية والدينية.
وكانت "الوحدة" والتكاتف بين المسلمين والمسيحيين فى مصر فحوى الرسائل التى
بعث بها القادة السياسيين ورجال الفكر والإعلام والدين الإسلامى والمسيحى،
الذين اعتبروها بمثابة "طوق النجاة" وسبيل المصريين الوحيد لتخطى الأزمة
والتصدى للإرهاب والوقوف فى وجه أى محاولة خارجية للنيل من أمن واستقرار
مصر.
من جانبه، قال الأمين العام للحزب الوطنى ورئيس مجلس الشورى صفوت الشريف،
خلال مداخلة هاتفية، إن "تمسكنا بالوحدة يعنى وقوفنا ضد الإرهاب الذى ظهر
فى أوائل التسعينات واستطعنا أن ندحره ونرده خائبا بتكاتف الشعب المصرى على
اختلاف طوائفه مع أجهزة الأمن ومؤسسات الدولة"، مشيرا إلى كلمة الرئيس
مبارك أمس، التى أعرب فيها عن "صدمة مصر برمتها".
ودعا الشريف "كل من لديه شكوك فى شيئ ومعلومات تفيد فى الوصول إلى الجناة
فى أسرع وقت ممكن" إلى الاتصال بالأجهزة الأمنية، مشددا على أن "الإرهاب"
كلمة دخيلة على الثقافة المصرية وعلى الشعب الذى يميل بطبعه إلى السلام
والاستقرار، قائلا "هذه جريمة مستوردة وجديدة على مصر".
وأشار الشريف إلى "أننا جزء من عالم يعانى من ظاهرة متفشية.. لذا يجب علينا
أن نتكاتف.. وألا نستمع لمن يريد الإيقاع بين المسلمين والمسيحيين".
فيما أشاد المفكر كمال زاخر بمبادرة الرئيس مبارك، المتمثلة فى إصدار بيان
حاسم يؤكد "أننا فى أيد أمينة"، لافتا إلى أن أحد أئمة المساجد من معارفه
اتصل به وظل يبكى أكثر من ساعة الأمر الذى أكد لزاخر أن "القاعدة الشعبية
لازالت سليمة.. وأن مسلمى مصر ومسيحييها على قلب رجل واحد".
وأشار زاخر إلى أن الاعتداء حلقة من سلسلة اعتداءات ممتدة من السبعينات،
مشددا على ضرورة تفعيل خطاب الرئيس مبارك فى افتتاح الدورة البرلمانية
الجديدة، الذى اكد فيه على "المواطنة" و "الدولة المدنية الحديثة"، ورجح أن
يكون مرتكبى الحادث "مصريون"، راميا الكرة فى "ملعب وزارة الداخلية".
وقدم مفتى الجمهورية د.على جمعة، خلال مداخلة هاتفية، خالص تعازيه لكل
"الشهداء والضحايا وكل من أكرمه الله بهذه الشهادة"، لافتا إلى أن هذه
المحن التى تستهدف "إيلام قلب مصر" تزيد من انصهار الشعب.
ودعى رجال الأعمال المسلمين والمسيحيين إلى الاندماج الحقيقى والمشاركة فى
مشروعات تنموية لا تعرف سوى كلمة واحدة هى "إنسانية" لإعادة بناء هيكل مصر
الأساسى.
من جانبه، اعتبر الأنبا بسنتى أسقف حلوان، خلال مداخلة هاتفية، أن حادث
الإسكندرية "اعتداء على مصر كلها"، مؤكدا أن "دم المسلم كدم المسيحى له
حرمته"، داعيا كل مواطن على أرض مصر إلى دعم "الترابط الوطنى" من خلال
إزالة "الحواجز" بين المسلمين والمسيحيين فى أذهان الأطفال منذ الصغر عن
طريق المسجد والكنيسة، وأن يتعايش الجميع مثل "العين بياضها وسوادها".
وأضاف بسنتى أنه "عندما تضار كنيسة أو مسجد.. فكأنما أضيرت مصر بالكامل"،
مؤكدا أن المصريين جميعا "فى قارب واحد لن تكتب له النجاة إلا بالوحدة
الحقيقية التى تتعدى ظهور أسقف مع شيخ متصافحين. ووجه بسنتى الشكر للرئيس
مبارك على خطابه الذى أكد فيه أن "دم المصرى ليس رخيصا".
وعرض البرنامج مقتطفات من خطاب الرئيس مبارك غداة الانفجار الذى حول الفرحة
فى عيون المصريين إلى دموع ورثاء لزملائهم وأقاربهم، وفى الخطاب جدد
الرئيس مبارك تعهده بالالتزام بأمن الأمة وتوعد بملاحقة الجناة الذين ظنوا
أنهم بمنأى عن "عقاب المصريين".
من جانبه، جدد رئيس مجلس الشعب د. أحمد فتحى سرور، خلال مداخلة هاتفية،
التأكيد على أن هذا الاعتداء "لا يمكن أن يصدر من مصرى"، مضيفا " لا اعتقد
أن مسلما مصريا مخلصا قد يفعل ذلك".
وأشار إلى تدخل "أيدى خارجية" تستهدف "أمن مصر القومى"، مذكرا بتهديدات
تنظيم القاعدة باستهداف "الكنائس المصرية" فى نوفمبر الماضى غداة تفجير
كنيسة سيدة النجاة بالعراق.
ودعا سرور "الجبهة الشعبية الداخلية إلى التماسك والوحدة"، مضيفا "لابد أن نعرف أن لنا عدوا فى الخارج وليس فى الداخل".
وفى قراءة عابرة للحادث، قال رئيس تحرير جريدة الأهرام أسامة سرايا، خلال
مداخلة هاتفية، إن للحادث "بعدين" الأول هو اختيار "كنيسة مصرية" بعد عام
من الجدل حول حقوق الأقباط فى الأوساط السياسية وبعد مظاهرات واعتصامات فى
بعض المساجد للمطالبة بـ"تحرير" بعض السيدات اللاتى ظن بعض المسلمين أن
الكنيسة تحتجزهن بعدما أشهرن إسلامهن، أما البعد الثانى فهو "التوقيت"
ليكون أول الأحداث المؤسفة فى العام الميلادى الجديد.
وأشار سرايا إلى أنه زار موقع الانفجار، ووجد أن السيارة التى تحوم حولها
الشبهات كانت فى وسط الطريق، مشيرا إلى أن شهود العيان قالوا إن "شحنة
المتفجرات كانت بداخل شنطة السيارة.. وأن الشخص الذى نزل منها كان يلعب
بتليفون محمول"، مرجحا أن يكون ذلك الشخص هو الذى قام بتفجير السيارة عن
بعد.
إلا أن نائب رئيس تحرير جريدة الأخبار جمال حسين استبعد، خلال مداخلة
هاتفية، أن تكون السيارة مصدر الانفجار، مشيرا إلى أن انفجار السيارة يخلف
"حفرة بالأرض"، ورجح أن يكون الجانى ارتدى حزاما ناسفا وفجر نفسه وسط تجمع
أمام الكنيسة.
أما الكاتبة فريدة الشوباشى فأعربت عن أمنياتها بأن يدركها الموت قبل أن
ترى اليوم الذى تحقق فيه إسرائيل أمنياتها وتفتت العالم العربى بالفتن
الطائفية والمذهبية، معربة عن حزنها الشديد للحادث الأليم الذى اقتلع قلوب
المصريين من صدورهم.
وشددت على ضرورة أن يدرك المواطنون، على اختلاف طوائفهم، أن مصر "مستهدفة"، مطالبة إياهم بعدم إعطاء الفرصة لأعداء البلاد.
وأشارت مراسلة جريدة "اليوم السابع" فى الإسكندرية هناء أبو العز، خلال
مداخلة هاتفية، إلى عودة الأوضاع فى حى المنتزه إلى الهدوء بدخول المسيحيين
جمعيا إلى الكنيسة لأداء صلاة القداس على أرواح الشهداء بعدما تمكنت قوات
الأمن من السيطرة على المشاحنات بين بعض المسيحيين الغاضبين لوفاة ذويهم،
والمسلمين الرافضين إلصاق تهمة القتل للإسلام، مرددين هتافات "نحن فداك يا
صليب" و"نحن فداك يا إسلام".
وأوضحت مراسلة البرنامج لاميس عرنوس، خلال مداخلة هاتفية، أن الآلاف شاركوا
فى تشييع جنازة "الشهداء" وفى مقدمتهم عدد من رجال الأزهر ومحافظ
الإسكندرية عادل لبيب، مشيرة إلى تخلل الجنازة لهتافات مطالبة بإقالة عادل
لبيب محافظ الإسكندرية، من قبل بعض المسيحيين.
فيما لفت مراسل جريدة "المصرى نبيل أبو شال"، خلال مداخلة هاتفية، إلى أن
أفراد الأمن الذين وضعتهم الداخلية لحماية الكنيسة أكدوا روايتى الانتحارى و
العبوة الناسفة التى تم تفجيرها عن بعد.
وأفاد المتحدث باسم وزارة الصحة د. عبد الرحمن شاهين، خلال مداخلة هاتفية،
بأن عدد المصابين ارتفع إلى 96 غادر 45 منهم المستشفيات، فيما يظل 51 مصاب
آخرين، مشيرا إلى أنه تم نقل باسم فوزى سعد إلى مستشفى الشيخ زايد، ومارينا
داود سليمان إلى مستشفى الهلال لإصابتها بكسور مضاعفة، وأشرف منير رزق
الله وحالة أخرى إلى معهد ناصر والحلمية العسكرية.
وأوضح شاهين أن تشخيص حالات المرضى المحجوزين تتراوح بين جروح نافذة وصدمات
عصبية وحروق من الدرجة الأولى واختناقات وتجمعات دموية بالرئة.
فيما أشار مدير مستشفى الشيخ زايد حافظ محمد حافظ، خلال مداخلة هاتفية، إلى
أن المصاب باسم سعد يعانى من قطع خلفى فى الركبة، وجرح عمقه 3 سم فى فروة
الرأس، وحروق من الدرجة الأولى بالوجه والرقبة، ونزيف بسيط فى المخ.
وفى تقرير للبرنامج من شبرا، خرج العشرات من المسلمين والمسيحيين إلى
الشوارع للتنديد بالاعتداء، معتبرينه "جريمة فى حق الوطن"، مؤكدين "نحن شعب
واحد.. مسلمين ومسيحيين، كلنا أقباط"، مرددين "ابكى ابكى يا بهية على
شهداء إسكندرية".
وفى تقرير آخر من الإسكندرية، أعرب أحد المواطنين ويدعى مصطفى عن استيائه
من تعكير صفو "المسيحيين" قبل احتفالهم بعيد الميلاد المجيد، قائلا "أنا
بحب المسيحيين"، فيما أكدت بعض السيدات المحجبات أن الحادث قطع أوصالهم،
وقالت إحداهن إن "بلدنا حلو قوى خلو بالكم منها". من جانبه، قال مارك، الذى
كان يحضر القداس فى الكنيسة لحظة وقوع الحادث، إن المصلين ظنوا أن زجاج
الهيكل تحطم، وعندما خرجوا إلى الشارع فوجئوا بأشلاء أقاربهم وذويهم
متناثرة.
الفقرة الرئيسية: تحليل حادث الإسكندرية
الضيوف: د. نبيل لوقا بباوى عضو مجلس الشورى
مساعد وزير الداخلية السابق اللواء رءوف المناوى
الكاتب الصحفى محمد صلاح الزهار
طالب د. نبيل لوقا بيباوى عضو مجلس الشورى، غداة مصرع 21 شخصا وإصابة 97
آخرين فى انفجار أمام كنيسة القديسين بالإسكندرية، بتفعيل توصيات تقرير
لجنة جمال العطيفى الصادر عام 1972، ووضع آليات بسيطة وعملية لكل المشكلات
التى تواجه العلاقة بين المسلمين والمسيحيين فى مصر.
وقال بباوى "أشعر أن الاعتداء ليس موجها للمسيحيين.. وإنما لمصر بالكامل..
لذلك علينا مسلمين ومسيحيين أن ندرك أننا فى خطر.. وأن الوحدة هى طوق
النجاة الوحيد أمامنا لحمايتنا من الأجندات الخارجية التى يدعمها للأسف بعض
المصريين المأجورين"، مشيرا إلى أنه تنامى إلى علمه أن "رجال المباحث
استطاعوا أن يمسكوا بطرف الخيط الذى سيوقع بالمتهم قريبا".
وشدد على ضرورة محاكمة المتهمين طبقا لقانون الطوارئ المعدل أمام محاكم عسكرية حتى يقتص المجتمع المصرى لنفسه سريعا.
فيما لفت مساعد وزير الداخلية السابق اللواء رءوف المناوى إلى تصريحات
الجنرال عاموس يادين رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلية عند خروجه على المعاش
منذ 21 يوما عندما قال إن إسرائيل تنفق ملايين الدولارات لخلق حالة خاصة
من البلبلة وعدم الاستقرار والإيقاع بين المسلمين والمسيحيين فى مصر، إلا
أنه قال "لا نستطيع أن نخرج تهديد القاعدة من الصورة"، مؤكدا أنه لا توجد
قضية إرهابية إلا وتمكن الأمن من التوصل إلى الجناة.
وأشار المناوى إلى حكمة وزير الداخلية الأسبق حسن الألفى فى التعامل مع
الخلايا الإرهابية فى التسعينات بالتعاون مع قوى الشعب، مطالبا مؤسسات
الدولة الأخرى كالمسجد والكنيسة والأزهر والمدارس بالقيام بدورها، والتخفيف
عن أجهزة الأمن.
واعتبر تحميل مسئولية جميع الكوارث لأجهزة الأمن "استنزاف لطاقة الجهاز".
بينما نبه الكاتب الصحفى محمد صلاح الزهار إلى أنه عند تعديل قانون الطوارئ
توقع المشرع المصرى استمرار هذه الجرائم التى لا تزال فى أوج انتشارها فى
العالم بأسره، مستبعدا ربط التفجير بتهديدات القاعدة.
وأشار إلى أنه ليس هناك أى فرع للقاعدة فى مصر، إلا أنه قال "لدينا بعض
العناصر التى تعانى من ظروف ما فتعتنق أفكار القاعدة"، فى إشارة إلى أن
تفجيرات طابا ودهب والأزهر تبنتها مجموعات عشوائية مستندة إلى أفكار
التكفير واتهام المجتمع كله بالخروج عن الدين.
واعتبر الزهار أن التجربة المصرية فى مرحلة التسعينات لن تتكرر فى "أعتى
الدول"، منتقدا بيان الكنيسة المصرية الذى نشر على موقع الـ"بى بى سى" وجاء
فيه أن "الحادث تم نتيجة للظلم الذى تعرض له المسيحيين خلال الفترة
الماضية".
واستبعد أن يكون البابا شنودة الثالث بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة
المرقسية، بحكمته المعهودة، أصدر بيان "انفعالى" كهذا البيان، فيما أكد
بيباوى أن البابا شنودة لم يصدر بيانا حتى الآن، وأنه أكد مرارا أن ليس
هناك مستشارين أو متحدثين باسم الكنيسة.
وفى تقرير من مقر حزب الوفد، شدد منير فخرى عبد النور سكرتير الحزب، على
ضرورة نشر ثقافة الوحدة الوطنية، فيما أعرب القيادى الإخوانى سعد الكتاتنى
عن حزنه وتضامنه مع المسيحيين، أما الكاتب والمفكر جمال فهمى أشار إلى أنه
"لا يوجد أحد يملك أحاسيس إلا وشعر بالاشمئزاز من ذلك الحادث".