هو موضع نظر الرحمن عز وجل , وهو مركز تجمع العواطف الخير منها والشر , وهو المرآة الحقيقية التي تعكس جمال أو قبح النفس وهو كذلك المركب الذي يسير بهذه النفس اما الى منتجاتها وإما الى هلاكها وفي المحصلة إما يقودها الى الجنة وإما هو قائدها الى النار .
انه القلب الذي يسكن بين جنباتها لا يفتأ ينبض ولا يمل من النبض حتى تفارق ارواحنا أجسادنا باذن ربها ... انه القلب الذي لا يستقيم ايمان عبد حتى يستقيم قلبه كما أخبر بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم والذي أطلق عليه اسم ( المضغة ) والتي بصلاحها يصلح الجسد كله وبفسادها لا تقوم له قائمة .
وما أكثر الأجساد التي تسكنها القلوب المتدثرة بالسواد والفساد والتي باطن الأرض اولى لها من ظاهرها , تقارع الأجساد الطاهرة والقلوب النقية فترهقها بفوضويتها ولربما مسيرتها نحو الخير والفضيلة .